في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان قد أرسل الصحابي " سارية بن زنيم" على رأس جيش إلى بلاد الفرس ليفتح بعض المناطق التي كانت لا تزال خاضعة لحكمهم، و كانوا - أي الفرس - قد أعدوا العدة و تأهبوا لمعركة كبيرة ينوون بها رد الإعتبار لمملكتهم التي كان معظمها قد سقط في أيد المسلمين، و في الليلة التي سبقت المعركة رأى سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- في منامه أن الفرس قد أعزموا أن يطوقوا المسلمين من كل جانب و يحاصروهم حتى تكون لهم الغلبة و كانت هذه هي خطتهم، و كان لا بد لجيش المسلمين آنذاك أن يحتموا بالجبل - حتى لا يقعوا في هذه المصيدة.
فصحا عمر بن الخطاب من نومه و ذهب إلى المسجد و نادى للصلاة فاجتمع الناس و هم لا يفهمون لماذا نادى سيدنا عمر إلى الصلاة، فإذا به يخطب خطبة عادية و في وسط الخطبة و في دهشة من الناس،صاح بأعلى صوته " يا سارية بن زنيم:الجبل...الجبل... من استرعى الذئب ندم ..."
و بينما كان عمر بن الخطاب ينادي، سمعه جنود المسلمين و هم في ساحة المعركة على بعد مئات الكيلومترات، فتنبهوا إلى خطة العدو و لجؤوا إلى الجبل ليحموا ظهورهم، ففشلت خطة الفرس و انهزموا شر هزيمة...
و بعد شهر من المعركة، وصلت رسالة القائد سارية بن زنيم إلى عمر بن الخطاب في المدينة تنبؤه بالنصر. و لما خرج الرسول من عند عمر رضي الله عنه، اجتمع الناس عليه يسألونه: هل سمعوا صوت عمر يوم المعركة؟، فيجيبهم بأنهم سمعوه و كأنه كان معهم.
هذه الواقعة حدثت في السنة الثالثة و العشرين من الهجرة، عندما كان المسلمون قادة العالم، و سادة الدنيا