كان مالك بن دينار في شبابه رجلا ضالا، يشرب الخمر و يأتي الفواحش و يظلم الناس حتى كان الجميع يخاف الإقتراب منه،و ذات يوم بينما كان يمشي في السوق رأى رجلا مع ابنتيه يداعبهما و يضحك معهما و علامات السرور بادية على وجهه، فقرر أن يتزوج و ينجب أطفالا، فتزوج و أنجبت له زوجته بنتا أسماها " فاطمة"
عندما ولدت فاطمة، أصبح مالك قليل الشرب، و ابتعد عن الفواحش قدر المستطاع، و بدأ يعمل من أجل أن يِؤمن لها عيشا كريما، و كان يحبها حبا جما، و لكن لما بلغت فاطمة الثالثة من عمرها ماتت...
فلم يتحمل مالك موتها، و أصبح يعاقر الخمر، و يرتكب الفواحش و أصبح سيء الخلق و عاد كما كان قبل ولادة فاطمة بل أسوأ بكثير
و ذات ليلة بعد أن شرب كثيرا، خلد إلى النوم، فإذا به يرى في منامه أن أفعى كبيرة تطارده فاتحة فمها، انيابها حادة كالسيوف و هو يجري و لكنها تكاد تدركه، فإذا به يلقى شيخا عجوزا فيسأله أن يعينه أو أن يرشده الطريق لأن الأفعى تكاد تلتهمه فيقول له الشيخ: أنا لا أقوى على مساعدتك و لكن خذ هذا الطريق لعلك تنجو، و لكن الطريق مسدود فيعود يجري و يلقى الشيخ مرة أخرى فيسأله مرة أخرى و يكون جواب الشيخ ذاته، فيواصل الهروب و أنفاسه تكاد تتقطع،
فإذا به يلمح على جبل مجموعة من الأطفال من بينهم ابنته فاطمة و جموع الأطفال ينادونها و يقولون : أدركي أباك يا فاطمة. فيهرب مالك إليها فما إن يصل حتى تدفع فاطمة الأفعى بيدها. و تنظر إلى أبيها و تقول: أتعلم أن الأفعى هي عملك السيء يكاد يهلكك، و أن الشيخ الكبير هو عملك الصالح و هو قليل ضعيف لا يستطيع أن ينجيك، و تلت الآية الكريمة " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق و لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم و كثير منهم فاسقون"
و هنا يستيقظ مالك من منامه فزعا على صوت المِؤذن يؤذن لصلاة الفجر، فيتوضأ و يذهب إلى المسجد و في الصلاة يقرأ الإمام بالآية الكريمة " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق " و كأنها رسالة من الله إلى مالك. و من تلك الآنية تاب مالك عما كان يعمل من قبل و أصبح من كبار التابعين بل من كبار علماء السنة.